كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض 96}.
قرأ ابن عامر لفتحنا بالتشديد أي مرة بعد مرة وحجته قوله بركات من السماء ولم يقل بركة.
وقرأ الباقون بالتخفيف أرادوا الواحد.
{أوأمن أهل القرى 98}.
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر أو أمن أهل القرى بإسكان الواو جعلوه نسقا في الاستفها كما تقول أقمت أو قعدت.
وقرأ الباقون أو أمن بفتح الواو جعلوا واو عطف دخلت عليها ألف الاستفهام وهو المختار لأنه مثل قوله قبلها أفأمن أهل القرى.
{حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق 105}.
قرأ نافع حقيق علي مشددة الياء وحجته ما جاء في التفسير حقيق علي أي واجب علي كما يقول الرجل هذا علي واجب فالياء الأخيرة ياء الإضافة والأولى من نفس الكلمة فأدغمت الأولى في الثانية وفتحت الثانية لالتقاء الساكنين على أصلها ومثله لدي وإلي.
وقرأ الباقون حقيق على ألا أقول بالتخفيف معناه حقيق بألا أقول كقولك جدير وخليق ألا أفعل كذا وقال قوم معناه حريص على ألا أقول وحجتهم قراءة ابن مسعود قرأ حقيق بألا اقول قال الفراء الباء بمعنى على كقول العرب فلان على حالة حسنة وبحالة حسنة.
{قالوا أرجه وأخاه 111}.
قرأ ابن كثير وهشام عن ابن عامر أرجئه مهموزة بواو بعد الهاء في اللفظ واصل هذه الهاء التي للمضمر أن تكون مضمومة.
بعدها واو كقولك ضربتهو يا فتى ومررت بهويا فتى زعم سيبويه أن الواو زيدت على الهاء في المذكر كما زيدت الألف في المؤنث كقولك ضربتها ومررت بها ليستوي المذكر والمؤنث في باب الزيادة وعلامة الأمر في أرجئهو سكون الهمزة.
وقرأ أبو عمرو وأرجئه مضمومة الهاء من غير إشباع اكتفاء بالضمة عن الواو لأنها نابت عن الواو وأخرى أن الهاء ليست بحاجز حصين فكأن الساكن الذي قبلها ملاق للساكن الذي بعدها فتحذف الواو كما يحذف الساكن عند ملاقاة ساكن.
وقرأ نافع والكسائي أرجهي بغير همزة وبجر الهاء يصلان بياء والأصل في هذه الهاء الضمة كما ذكرنا ولكنهم قلبوا الواو ياء لانكسار ما قبلها أعني كسرة الجيم وإنما اختار الكسرة على الضمة التي هي الأصل لاستثقال الضمة بعد الكسرة ألا ترى أنه رفض في اصل البناء فلم يجئ بناء على فعل مضمومة العين بعد كسرة الفاء.
وقرأ الحلواني عن نافع أرجه بكسر الهاء من غير إشباع وحجته هي أن الكسرة تدل على الياء وتنوب كما قال أكرمن وأهانن والأصل أكرمني وأهانني.
وقرأ عاصم وحمزة أرجه بترك الهمزة وسكون الهاء وحجتهما ذكرها الفراء قال إن من العرب من يسكن الهاء إذ تحرك ما قبلها فيقول ضربته ضربا شديدا فينزلون الهاء وأصلها الضمة بمنزلة أنتم وأصل الميم الرفع ولم يصلوها بواو والذي يدل على ما قال أنك تردها إلى الأصل مع المضمر فتقول رأيتموه قال الله تعالى: {فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} فأجريا الهاء وأصلها الضم مجرى الميم قال الشاعر:
فيصلح اليوم ويفسده غدا

وقرأ ابن عامر أرجئه بالهمز وكسر الهاء من غير إشباع.
قال أهل النحو هذا غلط لأن الكسرة لا تجوز في الهاء إذا سكن ما قبلها نحو منهم بكسر الهاء قال وإنما يجوز كسر الهاء إذا كان ما قبلها ياء أو كسرة فتكسر الهاء لأجلهما وله وجه قد ذكره بعض النحويين قال إن الهمزة لما سكنت للجزم وبعدها الهاء ساكنة على لغة من يسكن فكسر الهاء لالتقاء الساكنين وليس هذا كقولهم منهم لأن الهاء هنالك لا تكون إلا متحركة.
{يأتوك بكل سحر عليم 112}.
قرأ حمزة والكسائي بكل سحار عليم بالألف بعد الحاء وكذلك في يونس وحجتهما إجماع الجميع على قوله في سورة الشعراء بكل سحار عليم 37 ولا فرق بينهما وبين ما أجمعوا عليه فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه وأخرى أن سحارا أبلغ من ساحر وأشد مبالغة في الوصف من ذلك علام أبلغ من عالم فكذلك سحار أبلغ من ساحر.
وقرأ الباقون يأتوك بكل ساحر الألف قبل الحاء وحجتهم إجماعهم على قوله ولا يفلح الساحر حيث أتى.
{قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين 113}.
قرأ نافع وابن كثير وحفص قالوا إن لنا لأجرا على الخبر.
وقرأ أبو عمرو إين لنا بالمد وقرأ هشام بهمزتين بينهما مدة وقرأ الباقون أئن بهمزتين وقد كرنا الحجة عند قوله: {أئنكم لتأتون الرجال 81}.
{فإذا هي تلقف ما يأفكون 116}.
قرأ حفص عن عاصم فإذا هي تلقف ساكنة اللام من لقفت الشيء ألقفه.
وقرأ الباقون تلقف بالتشديد من تلقف يتلقف على وزن تعلم يتعلم والأصل تتلقف فحذفوا إحدى التاءين مثل تذكرون ويوم يأتي لا تكلم أي لا تتكلم.
وقرأ البزي فإذا هي تلقف بتشديد التاء أراد تتلقف فأدغم التاء في التاء وكذلك في طه.
{قال فرعون آمنتم به 123}.
قرأ ورش عن نافع وحفص قال فرعون آمنتم به على لفظ الخبر بغير استفهام أي صدقتم به وقرأ نافع والبزي عن ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر قال فرعون آمنتم بالهمز والمد على الاستفهام أي أجعلتم له الذي أراد في آمنتم ثلاث ألفات ألف الاستفهام بمعنى التوبيخ والألف الوسطى ألف افعل وهي ألف القطع والأخيرة فاء الفعل والأصل قبل دخول ألف التوبيخ ءامنتم بهمزة بعدها ألف ملينة الأصل أأمنتم فخفف مثل آدم.
قرأ ابن كثير في رواية القواس قال فرعون وامنتم بواو في اللفظ إذا وصل ولا يهمز واعلم أن هذه الهمزة إذا خففت لم تكن بين بين بل تنقلب واوا لأن جعلها بين بين هو أن تكون الهمزة والألف والألف لا تقع قبلها ضمة فمنعت ضمة النون في قال فرعون أن تجعل الهمزة بين بين وجرت مجرى الهمة في جؤن إذا خففت قلبت واوا فتقول جون وكذلك كل همزة مفتوحة قبلها ضمة فإنك إذا خففتها قلبتها واوا مثل لا يواخذكم الله والمولفة.
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر قال فرعون أآمنتم بهمزتين وحجتهم أن الهمزة حرف من حروف المعجم كغيره من سائر الحروف جاز الجمع بينهما نحو ما يجتمع في الكلمة حرفان فيؤتى بكل واحد منهما من غير تغيير كقوله لعلكم تتفكرون فجعلوا الهمزتين كغيرهما من سائر الحروف.
{قال سنقتل أبناءهم 127}.
قرأ نافع وابن كثير قال سنقتل أبناءهم بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد لكثرة القتل مرة بعد مرة فأكثر ما تكلم به العرب التشديد ومن خفف فإنه أراد مرة واحدة.
{وما كانوا يعرشون 137}.
قرأ ابن عامر وأبو بكر يعرشون بضم الراء وقرأ الباقون بكسر الراء.
{فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم 138}.
قرأ حمزة والكسائي يعكفون بكسر الكاف وقرأ الباقون بالضم وهما لغتان تقول عكف يعكف ويعكف وكذلك عرش يعرش ويعرش.
{وإذ أنجينكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم 141}.
قرأ ابن عامر وإذ أنجاكم من آل فرعون بغير ياء ولا نون وكذا في مصاحفهم والمعنى وإذ أنجاكم الله.
وقرأ الباقون وإذ أنجيناكم بالياء والنون أخبر جل وعز عن نفسه بلفظ الملوك.
قرأ نافع يقتلون أبناءكم بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد.
{فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا 143}.
قرأ حمزة الكسائي جعله دكاء بالمد والهمز قال الأخفش قول تعالى دكاء أي جعله مثل دكاء ثم حذف المضاف وأقم المضاف إليه مقامه كما قال وسل القرية التي والعرب تقول ناقة دكاء أي لا سقام لها وقال قطرب قوله دكاء صفة التقدير جعله أرضا دكاء أي ملساء فأقيمت الصفة مقام الموصوف وحذف الموصوف ودل عليه الصفة كما قال سبحانه: {وقولوا للناس حسنا} أي قولا حسنا.
وقرأ الباقون دكا منونا جعلوا دكا مصدرا من دككت الشيء إذا كسرته وفتته فتأويله جعلته مفتتا كالتراب وحجتهم قوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا} المعنى فلما تجلى ربه للجبل جعل مدكوكا فكأنه دكه فيجعل قوله دكا مصدرا صدر عن معنى الفعل لا عن لفظه.
{قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالتي وبكلامي 144}.
قرأ نافع وابن كثير إني اصطفيتك على الناس برسالتي على التوحيد وحجته ما بعده وبكلامي.
وقرأ الباقون برسالاتي على الجمع أرسله مرارا.
{وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا 146}.
قرأ حمزة والكسائي الرشد بفتح الراء والشين وقرأ الباقون بضم الراء وسكون الشين وهما لغتان مثل السقم والسقم والحزن والحزن قال أبو عمرو سبيل الرشد أي الصلاح وتصديقها قوله: {فإن آنستم منهم رشدا} والرشد في الدين فلذلك قرأ في الكهف مما علمت رشدا.
{واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا 148}.
قرأ حمزة والكسائي من حليهم بكسر الحاء.
وقرأ الباقون بالضم وحجتهم أن الضم هو الأصل وفيه علم الجمع وذلك أن الحلي جمع حلي مثل حقو وحقي والأصل حلوي مثل قلب وقلوب فلما سبقت الواو الياء قلب الواو ياء فأدغمت في الياء فصارت حلي بضم الحاءواللام فاجتمعت ضمتان وبعدهما ياء مشددة فكان ذلك أشد ثقلا فكسرت اللام لمجيء الياء فصارت حلي بضم الحاء وكسر اللام.
وحجة من كسر الحاء هي أنه استثقل ضمة الحاء بعد كسر اللام وبعدها ياء فكسر الحاء لمجاورة كسرة اللام وأخرى أنهم قد أجمعوا على قوله من عصيهم فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه.
{قال لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين 149}.
قرأ حمزة والكسائي لئن لم ترحمنا بالتاء على الخطاب ربنا بالنصب على النداء أي يا ربنا وتغفر لنا بالتاء وحجتهما أن في حرف أبي قالوا ربنا لئن لم ترحمنا وتغفر لنا.
وقرأ الباقون لئن لم يرحمنا بالياء ربنا بالرفع على الخبر ويغفر بالياء أيضا وحجتهم هي أنه لما تبين لهم الضلال بعبادتهم العجل قال بعضهم لبعض لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا ما جنيناه على أنفسنا لنكونن من الخاسرين فجرى الكلام على لفظ الخبر من بعضهم لبعض.
{قال ابن أم إن القوم استضعفوني 150}.
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص قال ابن أم بفتح الميم جعلوا الاسمين اسما واحدا نحو خمسة عشر ففتحوا ابن أم وابن عم لكثرة استعمالهم هذا الاسم.
واعلم أن النداء كلام محتمل الحذف فجعلوا ابن وأم شيئا واحدا وقال آخرون إنهم أرادوا الندبة ب ابن أماه قالوا والعرب تقول يا بن عماه والأصل يا بن أمي ثم قلبت الياء ألفا فصارت يا بن أما ثم حذفت الألف لأن الفتحة تنوب عنها.
وقرأ أهل الشام والكوفة قال ابن أم بالكسر وكذلك في طه والأصل يا بن أمي بإثبات الياء ثم حذفوا الياء لأن الكسرة نابت عن الياء وحجتهم قوله يا قوم لا أسألكم فإن قيل لم حذفت الياء من قولك يا بن أم والمنادى هاهنا الابن لا الأم وهو مثل قولك يا غلام غلامي وهاهنا لم تجوز حذف الياء وإنما سقطت الياء من المنادى من نحو يا قوم ويا عباد.